باتجاه النور.

خرجَ من بيتهِ الصغير باتجاهِ النور باحثاً عن مخرجٍ آخر أكبرُ حجماً لينقذ أطفاله منه، ودّعهم وقبلهم وحضنهم وكأنها المرة الأخيرة نظرَ الى أعينهم الصغيرة التي تشع بالبراءة هو يعلم قسوة الحياة لكن أطفالهُ لا يعلمون بَعد ما هي.
 هو يعلم حجم الألم الذي يقف في زاويةٍ ما ينتظرُ الوقتَ المناسبَ حتى يبدأ دورهُ في حياتهم.
خرجَ من بيتهِ الصغير باتجاهِ النور عازماً أن لا يتركهم يوماً واحداً بلا أملٍ صغير يجعلُ حياتهم أكثر بهجة، وفي كل مرةٍ يتسلل الاستسلام الى جسده المنهك...يتذكر أحلامهم البريئة وأحاديثهم اللطيفة فكيفَ له أن يستلسم وهو لم يرى بعد أطفاله وهم يبتسمون سعيدين بما حققوه.
خرجَ من بيتهِ الصغير باتجاهِ النور، خرج باحثاً عن طرقٍ أخرى ليجعلَ أطفالهً فخورينَ بما فيه الكفاية بشخصٍ أفنى حياته ليجعلَ حياتهم أفضل، قبلهم و عانقهم و ودعهم....إنه بالفعل الوداع الأخير، مشى للمرةِ الاخيرة باتجاهِ النور، خطوة أخيرة وسيصلُ الى النور فأسرع غير مباليا بأصوات الناسِ الهاربة من قذيفةٍ مقتربة إليهم و إليه حتماً.....فصوتُ قذيفةٍ مرعب فجثث... فدموع من أعينٍ بريئة صغيرة تبحثُ عن أباها وسط جثثٍ كثيرة. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا هنا والمكان حولي فارغ.