‏ ‏sedanah

 المسرحية طويلة جدا وخشبة المسرح تتهاوى كأنها لا تحتمل أكثر من هذا، تريد فقط الراحة من كل التمثيل المزيف الذي يحصل على خشبتها. ولأن الأشخاص يمضون عليها ذهاباً واياباً متلبسين أدوارهم الكاذبة بدأت الخشبةُ تُصدر أصواتاً مزعجة فأزعجت الحضور وأجبرتهم على المغادرة، وعندما التفت الممثلون الى المقاعد الفارغة خلعوا الأدوار عنهم وذهبوا عن المسرح راكضين خلف حياتهم البائسة ولكن خشبة المسرح كانت لا تزال غير سعيدة رغم مغادرة الجميع وبقائها هي عارية من كل الأشخاص الذين كانوا يرقصون أو يغنون أو يتغزلون ببعضهم كذباً فوقها ، المقاعد والستائر والمصابيح الكبيرة القت عليها اللوم على فعلها الشنيع وعلى عدم سعادتها رغم أن الجميع من حولها أفسدهم الغبار وعدم الاستخدام وتحت ضغط الجميع نظرت خشبة المسرح إليهم واعتذرت وقطعت عهداً لهم أنها لن تصدر صوتاً أخراً مهما كان التزييف للمشاعر يزعجها.  وانتظروا الحضور والممثلين والمؤلفين وكل من كان يعمل في المسرح أو من كان يأتي ليقضي بعض الوقت هنا لكن لم يظهر أحدا ، واستمر الانتظار أكثر وأكثر وشهدت خشبة المسرح موت أصدقائها يوماً بعد يوم.  وعندما أدركت أنها ال...

 وظننت أن اللوحة المعلقة على الجدار تتكلم ومن فرط خوفي أمسكت اللوحة وأحرقتها فأحرقتُ منزلي وأحرقتُ معه كل الأوراق الصفراء القديمة مع كل آثار الدموع والحبر والرسومات الصغيرة المبعثرة على زوايا أوراقي وعندما نظرت الى نفسي لم أجد جسدي...يا للهول! نسيت جسدي في الداخل فالتهمته النار لفرط هشاشته وقد ساعدها قلبي المشتعل على الإشتعال أكثر لم أكن أحبه على أي حال فقد ارتحت الآن من اللوحة ومن جسدي لكن يا للأسف لكلماتي المحترقة كانت الأوراق وجهتها الوحيدة لم تكن لتخرج لهم أبدا، سرعان ما أحترقت الأشجار التي تحيط بمنزلي الصغير وامتدت النيران للغابة نظرت الى النار الجائعة التي تلتهم كل شيء أمامها، الآن ليس لدي منزل ولا جسد ولا كلمات حتى شبحي بدء يضعف بدأتُ اتلاشى وفي اللحظات الأخيرة قبل الهدوء الذي سيصدر عن رحيلي تذكرت أن اللوحة كانت لك...لك وحدك.

 ستتوقف يوما ما عن سؤالهم.. سترى أنه لا يهم مطلقا كيف يشعرون بل سيتقلص اهتمامك ليكون بالنهاية ملك لك وحدك لن تهتم للغرباء ولا للعابرين المزيفين ستهتم فقط بنفسك بكيف تشعر انت الان، بعد فترة قصيرة سيتبلد شعورك بالذنب ان لم تخفف عنهم ستشعر انك لست بحاجة لملئ فراغك بكلامهم او بابتسامتهم الامر لن يكون يوما جديا كهذا فانت لديك طاقة تنفذ وتريد الحفاظ عليها لان من كان لديك ليهون عليك اصبح هو ايضا ملتزم بالتخفيف عن نفسه، وكل شخص سيمضي في طريقه دون ان ينظر الى الخلف وكل من وقع في حفرة سيحاول هو وحده الخروج منها انا لا احتاجك وانت لست بحاجة لي ومن ثم لا احد سيرغب في اخذ دروس في التنمية البشرية او دروس في فهم علامات الجسد لاننا لن نهتم بما في عقول الاخرين سنهتم فقط بان ننظم كوارث عقولنا وفهمها قدر المستطاع. ولن يهتم احد بدرجة دراستك او بمصروفك الشهري ولن يلاحظ احد قط انك ترتدي ثيابا جديدة، كل شخص سيمضي ويمضي الى ما كتب اليه.